أخذتني صحوة الفجرِ من يدي، وأخذتُ من أولى خيوط الفجر حبراً لأصبغ به صفحاتي ، كانت الشمس تعبر بأشعتها غرفتي طاردة النوم الذي رحل مبتعداً إلى السماء ، أسير في شوارع المدينة ، إلى جانبي تسير أفكاري كمثل صفٍ طويلٍ من خيوط ثقيله استقرت حول رقبتى ، الورود تذبل على الأرصفة، ينبع منها ندى الصباح ، مثل شايٍ يفيض من فناجين لها أشكال البراعم ، شباب وأطفالٌ كمثلِ الشيوخ ، يسيرون على الأرصفة ، مقهى كراحة اليد ، غير أنه واسعٌ مثل البحر، أنزل درجاته بطيئاً، أتخذ من زاوية مكاناً لي ،
كى أروى مرارة جوفى بقهوه مرة ، لتبقينى يقظا بعيدا عن الأحلام الورديه ، رجالٌ يسافرون إلى أقاصي الأرض ويعودون في أحلامهم ، كمثل السفن و المرافئ ، أحملُ مناخَ هذا المقهى وأمضي في الشوارع تائهاً ، أنظرُ إلى مئذنةٍ ، يخرج منها الصوت كأنه صاعقةٌ تشق السماء ، لستُ أسكن هذه المدينة، بل هي من سكنتني ، توقظني نجوم ليلها متسائلةً عن سبب نوم شخصٍ مثلي ، عاشقٍ لسكون الليل ، أرى أمواج بحرها، وأفكرُ بأنني أمواج تسافر من عصر بعيد، منذ عصر الجليد ، منذ عصر الحديد، نحوها ، بدون وعى ورغم أن رؤيتى تكون ضعيفه فى ذلك الوقت ، إلا أن قدماى تتعايش مع خطواتها المملة نحو العمل ، كأننى آله صماء قابله للصيانه السلطويه ، وبالتأكيد أعرف أنى لست إستثناء ...وسرعان ما تنتهى فترة العمل ، كنهاية الحد الفاصل بين الحياة والموت ، عند تلك الشعره الرقيقه التى تبقينى حيا ، أرى كل شئ فى وضوح ،
تصرفات غبيه...تفكير مشوش
أخطاء كثيره...أسباب واهيه
حياة بلا معنى
لا هدف ...لا عزيمه
لحظات يملأنى الندم ، وآخرى لا سبب لذلك
أتمنى التغيير ، أسعى إلى التغيير ، أصمم على التغيير
أجلس على رمل البحر، ابحث عن رائحة المدينة في أول الفجر . . . . .
بقلم : - عبـ يـاسـرـــــد الــغــفــار